بيان حول التنوّع البيوثقافي

حسب التّقرير لخّر متاع الْأُمَمْ الْمُتَّحْدَه[1]  فِي خصوص التنوّع البيولوجي، العالم باش يخسر ألف  فصيله في السّنين الجّايه. يتبيّن زادا من إعلان اليونسكو اللّي تدهور التّنّوع البيولوجي عندو نتايج سلبيّه على تنوّع الثّقافاتْ واللّغات. اليوم ثلث لغات العالم ما عندهمش أكثر من ألف فرّادي يتكلّموا هاللّغات هاذي ونتنبّأو اللّي مكثرهم باش ينقرض في القرن الجّاي. و الثّقافة مربوطة بالعلاقة المحلّيّة الخصوصيّة بين الناس والبيئة وتتأثّر بهالعلاقة هاذي اللي تنتج عليها قيم ومعرفة وممارسات متعلّقة بالتنوّع البيولوجي (هاذايا نشوفوه في برشة أشكال متاع حياة بما فيها الجينات و أنواع الكائنات و النّظم البيئيّة). وفي نفس الوقت الحفاظ على التّنوع البيولوجي يتترجم في استعمال كلمات ومعجم مطبوع بطابع الجينات الإجتماعية للثّقافة.

بهالبيان هاذايا أحنا نقرّوا باللّي التنوّع البيولوجي و الاختلافات الثقافيّه تربطهم علاقة قوية ومربوطين ببعضهم. لكن كيما تبينّو البحوث الحديثه فمّه تقهقر كبير في التّنوّع البيوثقافي في الكرة الأرضية بكلّها.

و باللّي برشة أمم سنّت قوانين وحطّت استراتيجيات باش تحمي التّنوّع البيولوجي الموجود أحنا كممضين للبيان هاذا نراو اللّي نهج العمل هاذا موش كافي.

نحنا نعلنو زادا حالة الطورئ قدام موت اللّغات المترابط  مع اختفاء التّنوّع الثّقافي في الكره الأرضيّه.

البيان هذا محاوله باش نبرزو كيفاش هالتّرابط موجود في الواقع وباش نخلقوا بدائل نساهمو بيها ايجابيّا في المحافظه على الطابع المركّب للبيئة و المجموعات المحيطه بينا من أجل مستقبل مستدام وعالم تتعايش فيه برشة كيانات.

على هذاكا نحبّو نبينو التّرابط النّسقي بين المستوى العالمي والمستوى المحلّي  فيما يخصّ اختفاءالتنوّع البيوثقافي.

الممارسات الثّقافيه و الأنساق المعرفيه اللّي تنقلهم اللّغة والثّقافه اللّغويه يأثّروا فينا بطريقه سلبيّه وإلاّ ايجابيّه كيما يأثّروا في مقاربتنا للمحافظه على الموارد الأرضيّه والتّنوّع البيولوجي. وعلى هاذاكا لازمنا نبدّلو ممارساتنا الثّقافيّه ونخلقو منطق استدامه وتعايش ينجّموا يحقّقولنا نتايج باهيه.

الاقتصاد و البيئه

البشريّه و الطبيعه مربوطين ببعضهم بالضبط بنفس الطّريقه اللّي البشر يحدّدوا بلاصتهم في العالم. وفهم التّرابط بين الطّبيعة والمجتمع عندو أهمّيه كبيرة في تعاملنا مع عالمنا اللّي قاعد يتبدّل وتكيّفنا معاه وصمودنا فيه. لكن النّظام الاقتصادي الحالي نظام مبني على منطق التّعدين اللّي ما يراش اللّي الموارد الطبيعيّه تنجم توفي. والنّتايج المتراكمة للعمليّه هاذي تأثر على التّنوّع البيوثقافي. فوق هذا الكلّ المنطق هذا يمنعنا باش نشوفو رواحنا كفصيله وجزء مالنّظام البيئي.

الحكومات والمؤسّسات العموميّه والخاصّه والمجتمع بكلّو لازمهم يتحملوا مسؤولية أعمالهم ويكونو شفّافين في ما يخصّ ممارساتهم و يتبنّاو نظرة جديده تمكنهم باش يعملوا استرتيجيّات مجديه. لازمهم ينتبهوا للطّابع المادّي لمواردنا الطّبيعيّة كيما لازمهم ياخذوا بعين الاعتبار المعاني والسرديّات اللّي تمثّلها الموارد هاذي في مختلف الثّقافات.

باش نرفعو التحدي هذا، نحنا نقترحوا الحوايج هذي:

1- ابتكار علامة خاصّه بالنسبة للمنتوجات اللّي عندها علاقة بالتّنوّع الثّقافي والتّنوّع البيولوجي (بمقارنة التراث الأهلي والتّراث المحمي في علاقه بالزراعات الأحاديه ومقارنة التّنوّع الثّقافي متاع العباد وأصلهم في وسط المنظّمات)

2- ابتكار برامج مصفوفيّه خاصّة بالمنظّمات اللّي ما تنجّم تحصل على العلامه هاذي كان بعد عمليّات محدّده ملموسه في علاقه بالمحافظه على التّنوع البيولوجي و الثّقافي.

3- تحديد تعريف شامل للتنوّع البيوثقافي وابتكار مؤشّر كمّي خاصّ بيه (ممكن نستأنسو بمؤشرات موجودة كيف ما مؤشر الأنتروپي entropie وشانون Shannon و سمپسن Simpson و برڤر و پاركر Berger-Parker)

4- تشجيع البحوث المتعدّدة الاختصاصات حول إعادة التوزيع وتأثير وكلفة المحافظه على التنوّع البيوثقافي في وسط منظومة تحديد أسعار المنتجات النهائيّه (بما فيها المنتوج الثّقافي و السّلع و الأغذية) و الخدمات.

5- وضع سياسات في علاقة بالمحافظه على وجهات النظر متاع المتدخّلين الكلّ في إطار تركيز اقتصاد مستدام بحيث هكّاكا ما يبقى حتّى نظام بيئي بلاش تمثيليّة ثقافيّة.

6- حثّ المؤسّسات العموميّه والخاصّه باش تتبنّى أهداف التنميه المستدامه اللّي حطّتها الأمم المتّحدة فيما يتعلّق بالتّنوّع البيوثقافي.

7- دراسة الطّريقه اللّي ننجّمو ندمجوا بيها الانعكاس البيوثقافي وإعادة التّوزيع والحوكمة والتّحصيل الضريبي في السّياسه الماليه الجديده.

8- اتّخاذ إجراءات نشجّعوا بيها البحوث ونموّلوها ونساهمو فيها وزادا باش نوثّقو المبادرات المتعلّقة بالتّنوّع البيوثقافي بحيث يولّي ممكن تعميم الممارسات في مناطق وسياقات أخرى.

9- تشجيع التّشاركيّه والحوار في السّياقات المحلّيه باش يكبر الوعي بالتّنوّع البيوثقافي وباش ننجّمو نسطّرو سياسات خصوصيه في الغرض.

التربيه والتوعيه

في مجتمعاتنا الحاليّة فمّه حاجه ملحّه باش ندعّموا فهم العلاقة بين الثّقافه واللّغه من جيهه وعلاقتهم بالتّنوّع من جيهه أخرى وزادا باش ندعّمو الوعي بيها ونفكرو فيها بطريقه نقديّه وفي المعنى هذا التّربيه تمثّل المفتاح الرّئيسي باش نمسّوا الأجيال الكلّ.

على هاذاكا التربيه كعمليّه هيكليّه واجتماعيّه ما يلزمش نفهموها على أنّها عمليّه عموديّه عندها اتّجاه واحد (مالك المعرفة مقابل طالب المعرفة) بل بالعكس يلزم تتفهم على أنّها عمليه أفقيّه وتشارك في الممارسات والمعارف تشمل العباد والمجموعات الكلّ بغض النّظر على وضعهم الاجتماعي.

بالنّسبة لينا التّربيه طريقه نتقاسمو بيها ممارسات ومعارف في مقاربه تشاركيّه و في إطار الإيطيقا. في المعنى هذا تنمية الوعي بالتّنوّع من خلال التّربية من جيهة اللّي هي مرحلة من مراحل الحياة المدنيّه للمواطنين الكلّ تعتبر حاجه ضروريّه.

التّعليم مرتبط زادا بمفهوم النّقل (نقل المعارف) وتوارث الممارسات الموجوده في كلّ ثقافه وفي كلّ مجموعه اجتماعيه –بما فيها المجتمعات الأهليه- وماهوّاش حكر على الباحثين والمعلّمين وإلاّ النّاس اللّي عندهم شرعيّه جايه من منظومات الاعتماد والشهايد.

بالتّالي وعي أكبر بالتّنوّع البيولوجي و الثّقافي و اللّغوي يعني تدخّل برشة أطراف.

المسائل الرئيسيّه اللّي يطرحها التعليم والتوعيه على حماية التّنوّع البيوثقافي لخصناها في مقاربة متوازنة حصرناها في النقاط التاليه:

1- لازم التنوّع كمظهر بيولوجي وثقافي يكون مضمّن في برامج تربويّه تجمع بين الأنتروبولوجيا والفلاحة والإيكولوجيا والدراسات البيئيّه والدراسات الإجتماعيه.

2- مهم برشة باش نتوجهو للصّغار والكبار زادا وكلّ الفئات الاجتماعية في إطار دعم التّنوّع البيوثقافي من خلال مناهج وأدوات تعليميّه تتماشى مع الواقع والحاجيّات متاع كلّ مجموعه.

3- على هاذاكا لازمنا في أقرب وقت نحضرو مناهج ومسالك ومضامين جديدة حول التنوّع البيوثقافي ويكون صياغتها وعرضها ونقاشها في إطار التشاركيّه باعتماد مناهج وطرق وأدوات ومضامين متنوعه.

4- تعزيز طرق التّعليم البديله كيما تجارب الإنغماس وتبادل الزيارات وورشات العمل والألعاب والتكنولوجيات المستدامة الي يلزم نستعملوها في إطار مقاربة اِيطيقيّه المحور متاعها هو البيئه.

5- بالنسبة لبيئة التّعليم و المدارس والفضاءات التربويه يلزم تصميمها يكون مطابق للتنوّع البيوثقافي المحلّي ويراعي زادا الاحتياجات الدايمه ومايضرّش بالبيئه. على هاذاكا العمليه التربويه لازمها زاده تصير قدر الإمكان خارج المدرسه والفضاءات التعليميّه التّقليديّه باش هكّاكا تجربة التّنوّع البيولوجي والثقافة تعطي للمتعلّمين فكره عاللّي يلزم ندرسوه و نحميوه ونعتنيو بيه ونطوّروه في المستقبل.

6- لازم كلّ المتدخّلين في العمليّه يساهمو أكثر ما يمكن في صياغة البرامج التربويه و التوعويّه وفلسفتها ويساهمو زادة في الواقع المحلّي.

7- بما أنّ الظّواهر المرئيه مهمة برشه في ترويج ونقل الأفكار المتعلّقه بالتنوّع البيوثقافي لازم نحضّرو مقاربات تعتمد التكنولوجيات التفاعليّة باش نكبّروا من إمكانية الأعمال الفنّيه والبحث العلمي.

8- هنا لازم نعتبرو التربيه والتّعليم كآليّات أوّليه باش نعزّزو ونروّجو ونرسّخو الفكرة العامة اللّي التّنوّع حاجة ايجابية لازم نحافظو عليها و نتجنّدولها وندعّموها.

9- يلزم العمليّه التربويّه تتوجّه نحو نشر روح التّضامن والمبادره عند المواطنين باش يولّيو واعين بالطابع المركّب والمترابط متاع نظام التّنوّع ويتقبّلوا تمثّلات وصورة العالم في مختلف المجتمعات والثّقافات.

10- باش يكون التعليم والفعل والطريقة اللّي نكونو بيها في توازن وتناسق يلزمنا تحليل المعانى في تعريفها العامّ ودراستها: من أوجه التحيّز والصّور النمطيّه للنّماذج والرّموز والتمثّلات.

11- نقطة أخرى مهمّة تتمثل في دراسة وترويج مفهوم التّوازن والتناسق باش نفهمو ونتمثّلو العلاقه بين المجتمعات البشريّه والبيئة متاعها.

قام بالترجمة هيكل بن مصطفى (أستاذ باحث من تونس) انطلاقا من النصّ الانجليزي.